حكم التيمم عند فقد الماء، يعبتر هذا الحكم من الأحكام الفقهيّة التي يرغب العديد من الأفراد، وخاصّةً الذين يعيشون في المناطق الصحراوية ولا يوجد فيها الماء، أو من يتعذر عليهم غالبًا توفير الماء باستمرار؛ وذلك حتى يتبيّنوا من أمرهم؛ لكي يتمكّنوا من أداء الصلوات المفروضة عليهم على أكمل وجه، وغيرها أيضاً من العبادات التي يوجب لها الوضوء أو الغُسل، وفيما يأتي سنتعرّف على حكم التيمم عندما تقفد الماء.
نبذه عن التيمم
ميّز الله سبحانه وتعالى الأمة الإسلامية بِالعديد من الخصائص والفضائل؛ ومن هذه الخصائص أنّه شرع لهم بالتيمم بديلاً عن الوضوء ولكن يكون ذلك في حالات مُعينة، والدليل على ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وجُعِلَتْ لي الأرْضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا، فأيُّما رَجُلٍ مِن أُمَّتي أدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ”، فحكمة الله سبحانه وتعالى في الجمع ما بين عبادة التيمم والوضوء؛ حيث يكون التيمم بالتراب ويكون إشارةً من الله للإنسان بأصلِ خِلقته، وبالوضوء الذي يكون بالماء إشارةً منه سبحانه إلى أنّ الماء سبب وجود الحياة وبقائها، كما ورد الأمر من الله بتشريع التيمم في السنة السادسة للهجرة، وبالتحديد في غزوة بني المُصطلق.
حكم التيمم عند فقد الماء
يسر الدين الإسلامي أحكامه؛ حتى تكفل للمسلم بحياة سعيدة، وتُنظم حياته مع غيره، ولذلك فقد جُوز التيمُم، وهو الوضوء أو الغُسل عن طريق الضرب في التراب، أو الرمال، أو على الحائط، أو غير ذلك، من خلال مسح الأعضاء الواجب غُسلها في عملية الوضوء أو الغُسل، وبالتي فقد جُوّز التيمّم في حالات معيّنة منها هي: إذا تعذر وجود الماء أو وُجد الماء ولكنّه لا يقوى على استعماله؛ لبرودة الجوّ، وأيضاً عدم قدرته على تسخينه، أما إذا كان له القدرة على تسخينه؛ فلا يجوز له التيمّم؛ لأنه قد زال السبب، وبالتالي ليس هناك ضرر قد يلحق بالمسلم، أما إذا كان هناك ضرر، أو خيف أن يُصاب بمرضٍ، ففي هذه الحالة يغسل ما قوي على غسله، كما أنه يقوم بالتيمم لبقية الأعضاء التي قد تُصاب بأذى، أما إذا كان الماء بارد، ويقوى على استعماله؛ فلا يجوز له بأن يتيمم.
كيف يكون التيمم
يوجد للتيمم أركان وفرائض، وهي كالآتي:
- النية: يجب أن تكون في القلب، ويالمقصود بها القيام بفعل التيمم، ويُسنّ التلفّظ بها باللسان، ويقصدُ بها المتيمم ما يُريد فعله.
- مسح الوجه: يكون من خلال إيصال التراب إلى جميع الوجه، مع مُراعاة وصول التراب الى المنطقة التي تعلو الشفتين.
- مسح اليدين إلى المرفقين: يكون ذلك مع مُراعاة إزالة ما يكون عليهما، مثلاً كالخاتم، ليُتم المسح تحته، فلا يكفي الاقتصار بتحريكه من مكانه فقط، في حين يرى الحنابلة والمالكية أنّ الفرض في اليدين يكون بمسحهما إلى الكوعين، أمّا وصول التراب إلى المرفقين فيكون سُنّةٌ.
- الترتيب بين المسحتين: قد عدّه الحنابلة والشافعية فرضاً، وهذا هو الترتيب الذي يكون بين أعضاء التيمم؛ لأنّ التيمم يقوم مقام الوضوء، والترتيب فرضٌ عندهم، ويُستثنى من الترتيب إن كان التيمم من حدثٍ أكبرٍ عند الحنابلة، في حين يرى الحنفية والمالكية أنّ الترتيب سُنّةً وليس فرضاً.
- النقل: يكون هو نقل التراب من مكانه إلى مكان العضو المُراد مسحه.
من سُنن التيمم
يوجد للتيمم العديد من السُّنن، والتي اختلفوا الفُقهاء في بعضها، وهي كالآتي:
- التسمية في البداية.
- يجب تقديم اليمين على اليسار، ومن أعلى الوجه على أسفل الوجه، كما هو موجود في الوضوء.
- لابد من التخفيف من الغُبار الذي على التراب، اتّباعاً للنبي، ولئلّا يكون هُناك تشويهٌ للخِلقة، ولا يمسح الغُبار إلّا بعد الانتهاء من أداء فريضة الصلاة.
- يجب التفريق بين الأصابع في الضربات على التراب، وذلك يكون لما فيه من إثارة للتراب.
- يجب نزع كُل ما يمنع وصول التراب إلى أعضاء التيمم.
- تمرير اليد على جميع العضو المُراد مسحه على نحوٍ يُشبه الدلك في الوضوء، مع زيادة على الأعضاء بِمسح العضد؛ وهو ما بين المرفق والكتف.
- الموالاة: أي بمعى تتابع مسح الأعضاء.
- استقبال القِبلة مع النُّطق بالشهادتَين، ورفع اليدين والبصر إلى السماء.
- استعمال السواك عند المالكية.
والى هنا نكون قد قمنا بتوضيح حكم التيمم عند فقد الماء، وقمنا أيضاً يتوضيح كل ما هو متعلق بذلك.