شاعره مصريه صاحبه ديوان مرفا الذكريات، ظل الارتباط بين الحياة العامة وتكوين القصائد الرنانة رابطًا مباشرًا من حقبة ما قبل الإسلام – عندما كان الشاعر سلاحًا لفظيًا رئيسيًا، وشخصًا يمكن الاستشهاد بآبياته لمدح أبطال قبيلته ولإثارة الازدراء على أعدائهم – خلال فترة ما قبل الحداثة – عندما لم تكتف العبارات الشعرية بالثناء على الحاكم الذي رعى الشاعر، بل عكست فخرًا بإنجازات ومدى السيادة الإسلامية – حتى العصر الحديث – الذي شعر الشاعر بأنه مدعو إليه ليعكس المزاج السياسي السائد أو يعارضه.
صاحبه ديوان مرفا الذكريات
روحيه القليني هي صاحبة ديوان مرفأ الذكريات، حيث ظهر هذا التقليد الشعري الذي ألفه الشعراء وانتقل عبر ذكريات الشعراء من جيل إلى جيل، في القرن السابع باعتباره سابقة لغوية أساسية للغة العربية في نص القرآن المسجل حديثًا، وعلى هذا النحو أصبح محط قدر كبير من الاهتمام حيث بدأ العلماء العملية المطولة لتجميع مقتطفات من التراث الشفهي وتحليله، والذي امتد لعدة قرون إلى بدايات بعيدة غير معروفة.
أبيات من ديوان مرفأ الذكريات
خلال القرون الإسلامية (ما بعد القرن السابع) احتل الشعر مكانة مركزية داخل بلاط الخليفة والسلاطين والأمراء والولاة وغيرهم من الحكام الذين حكموا مناطق مختلفة من العالم الإسلامي بعد تفككه، حيث إن تنوع الأنواع والمواضيع الفرعية الأخرى التي تم حفظها في مجموعات الشعر توضح أنه كانت هناك مناسبات أخرى كانت أقل عمومية وأكثر رسمية يتم فيها تلاوة شعر ذي طابع أقل رسمية، وأما الأبيات التي من ديوان مرفأ الذكريات، فهي:
- عَلَى مَرْفأِ الذّكْرَياتْ صَديقٌ وَنَأْيٌ ٌ وَ بَعْضُ اشْتِياق ٍ وَ خَفْقَةُ صَدرٍ و آهٍ تُدَوِّي:
لِماذَا الرّحِيلُ يَهدُّ قُلوباً و يَذْرُو السّعادَةَ وَ الأُمْنِياتْ!
عَلَى مَرْفأِ الذّكْرَياتْ حَبِيب ٌ حزين ٌ كَما البُؤْسِ ذَاو ٍ يُكَفْكِفُ دَمْعاً كَمُزْنٍ هَتونٍ ،
لَيْرعَى الشُّجُونَ وَ يُهْدِي الشَّقاءَ لِذِي النّائِباتْ!
عَلَى مَرْفأِ الذّكْرَياتْ غريبُُ و مَنْفَى
وَ قَيْد ٌ وَثِيقٌ يُهَدْهِدُ حُراً وَيَطْوِى الثّبَاتْ !
فَيَهْفُو لِهَمْسِ الدِّيارِ أَسِيرٌ، وَتَهْفُو لِزَيْفِ السّرابِ السُّعَاةْ!
فَيَا لِلْجِراحِ وَ دُنْيا القُلُوبْ، لَهَا الإشْتِعالُ وَ بَعْضُ انْطِفَاءٍ وَ لَيلُ البُكَاةْ.
الشاعرة المصرية روحيه القليني صاحبة ديوان مرفأ الذكريات
ولدت القليني في دسوق وهي ابنة شيخ أرسلها إلى طنطا بمصر للدراسة الابتدائية، ولتعليمها الثانوي ذهبت إلى الإسكندرية، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة القاهرة عام 1942، كما وسافرت بعدها إلى العراق لتدير مدرسة للبنات في الموصل.

وختاما عندما عادت روحيه القليني إلى القاهرة عملت أولاً في مدرسة ابتدائية ثم في مدرسة ثانوية لاحقًا، كما وكانت مؤسِّسة اتحاد الطالبات الجامعيات في مصر، وأدارت لاحقًا الإدارة العامة للتفرغ والمراكز الثقافية.