عدد ما امرت به الايات من المكارم، الرسول صلى الله عليه دعا جميع الناس الى عبادة الله عزوجل وحده لا شريك له والدخول في دين الاسلام الذي أنعمه الله على كافة عباده ألا وهو آخر الديانات الابراهيمية، كما أيد الله الرسول الكريم بمعجزة خالدة الى يوم القيامة وهي القرآن الكريم، وهو كلام الله المعجز بتلاوته المتعبد بلفظه، والذي تحدى به العرب جميعهم على ان يأتوا لو بآية أو سورة مثل سور وايات القرآن الكريم ، وعلى الرغم من شهرتهم بالفصاحة والبلاغة الا انهم عجزوا عن ذلك ، والقرآن الكريم فيه من السور ما يبلغ 114 سورة منها المكي ومنها المدني ومن هذه السور سورة النحل والتي عدد آياتها 128 آية وهي سورة مكية.
المكارم التي تحدث عنها الآيات
ورد في سورة النحل العديد من المكارم ألا وهي:
- عدم ظلم الناس
- الاحسان لذوي القربى
- العدل في عبادة الله وعدم الشرك به.
- البعد عن الاعمال والاقوال القبيحة وكل ما انكره الشرع.
سبب نزول آية “ان الله يأمر بالعدل والاحسان”
فقد أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم قال: أخبرنا شعيب بن محمد البيهقي قال: أخبرنا مكى بن عبدان قال: حدثنا أبو الازهر قال: حدثنا روح بن عبادة عن عبد الحميد بن بهرام قال: حدثنا شهر بن حوشب قال: حدثنا عبد الله بن عباس قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء بيته بمكة جالسا، إذ مر به عثمان بن مظعون فكشر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ألا تجلس فقال: بلى، فجلس إليه مستقبله، فبينما هو يحدثه إذ شخص بصره إلى السماء، فنظر ساعة وأخذ يضع بصره حتى وضع على عتبة في الارض، ثم تحرف عن جليسه عثمان إلى حيث وضع بصره فأخذ ينغض رأسه كأنه يستنقه ما يقال له، ثم شخص بصره إلى السماء كما شخص أول مرة، فأتبعه بصره حتى توارى في السماء، وأقبل على عثمان كجلسته الاولى، فقال: يا محمد فيما كنت أجالسك وآتيك ما رأيتك تفعل فعلتك الغداة، قال: ما رأيتني فعلت ؟ قال: رأيتك شخص بصرك إلى السماء ثم وضعته حتى وضعته على يمينك، فتحرفت إليه وتركتني، فأخذت تنغض رأسك كأنك تستنقه شيئا يقال لك، قال: أو فطنت إلى ذلك ؟ قال عثمان: نعم، قال: أتاني رسول الله جبريل عليه السلام وسلم آنفا وأنت جالس، قال: فماذا قال لك ؟ قال: قال لي – إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون – فذاك حين استقر الايمان في قلبي وأحببت محمدا صلى الله عليه وسلم.
ان الله يأمرنا بثلاث وينهانا عن ثلاث
يقول الله عزوجل فى سورة النحل “إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون” وهذه الاية : قد أمر الله فيها بثلاث ونهى عن ثلاث، فقد أمرك بثلاث جمعت لك الخير كله ، ونهاك عن ثلاث جمعت لك الشر كله، وهي آيةً عظيمةُ المعاني.
- فقد جمعت مكارمَ الأخلاق ومحاسِن الأعمال.
- وحذرت من مساوئ الأعمال.
كما أن هذه الاية تستوجِبُ منا الوقوفَ عندها، والاتعاظَ بتوجيهاتها، لتكون نبراسًا لنا في حياتنا ومنهجًا سلوكيا نتبعه، لكي نسير في تصرُّفاتنا وفق أحكامها، وعلى ضوء مبادئها ومقاصدها العظيمة؛
كما قال عنها عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : “هذه الاية : أجمعُ آيةٍ في القرآن تأمر بالخير وتنهي عن الشر”.
وقال الحسن : “لم تترك هذه الآيةُ خيرًا إلا أمَرَت به، ولا شرًّا إلا ونهَت عنه”.
وقال قتادة : “ليس من خُلُقٍ حسنٍ يُعمَلُ به ويُستحبُّ إلا أمرَ الله به في هذه الآية، وليس من خُلُقٍ سيءٍ إلا نهى الله عنه في هذه الآية” إنها من جوامع الكلِم الربَّاني الذي خُصَّ به النبي صل الله عليه وسلم وأمته ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ).