ما هي قصة الحي الفلسطيني الشيخ جراح الذي شغل العالم، حيٌ فلسطينيٌ أقام ثورةً وانتفاضةً جديدةً في جميع أرجاء دولة فلسطين، الشيخ جراح، الحي الفلسطيني الذي يُعاني أهله الأمرَّين، بسبب التهجير القسري الذي فرضه الاحتلال الصهيوني على سُكَّانه، بحُجَّة أن الأرض ملك للمستوطنين اليهود.
مما جعل قصة الحي الفلسطيني الشيخ جراح تلوّح بالأُفُق، وتجعل جميع الشعوب تنشغل بما يحدث في القدس، عاصمة فلسطين الأبدية والتي كانت وما زالت واحدةً من أعظم عواصم العالم على الإطلاق، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، أعلنت اليوم انتفاضة أشعلت فتيل المواجهة من جديد.
قصة الحي الفلسطيني الشيخ جراح
تحمل قصة الحي الفلسطيني الشيخ جراح مآسي وآلام ثمانية وعشرين أُسرةً فلسطينيةً يعيشون داخل حي الشيخ جراح، حيث سكنوا فيه إبان النكبة الفلسطينية التي حدثت في الخامس عشر من آيار للعام 1948مـ، حينما عقدت وكالة الغوث واللاجئين “الأونروا” مع المملكة الأردنية الهاشمية والتي كانت وما زالت وصية على القدس الشرقية، اتفاقاً بأن تسكن هذه العائلات في الشيخ جراح، مع ضرورة تسليم عقود الملكية لأهالي الشيخ جراح بعد ثلاثة أعوام؛ لكن الأمر لم يحدُث، وظلَّت العائلات الفلسطينية تُطالِب بالأوراق الثبوتية لملكيتهم في الشيخ جراح، حتى حدوث نكسة العام 1967مـ، مما زاد الأمر تعقيداً، وظل الاحتلال الصهيوني يُحاول سرقة هذه البيوت من الفلسطينيين حتى العام 2009مـ، حينما أصدرت المحكمة الصهيونية قراراً بتقسيم بيت عائلة الكُرد مع عائلة استيطانية، بالإضافة إلى طرد كُل من عائلة الغاوي وحنون من بيوتهم وإعطاؤها للمستوطنين، وبحلول العام 2022مـ اشتعلت الأزمة من جديد وحاول الاحتلال الصهيوني تهجير العائلات الـ28 والتي بلغ عددهم حوالي 500 فلسطيني من منازلهم خلال هذه الفترة.
من هو الشيخ جراح
تعود تسمية الحي الفلسطيني “حي الشيخ جراح” إلى حوالي 800 عاماً، تيُمَّناً بطبيب القائد صلاح الدين الأيوبي “الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي” والذي كان يُلقَّب بـ”الشيخ جراح” وتبلغ مساحة الحي حوالي 808 دونماً، ويعيش فيها ما يُقارب ثلاثة آلاف نسمة في الوقت الحالي، وقد بلغت أغلب المنازل مساحة 800 متر، مبني منها 200 متر في كُل منزل بحسب الاتفاقية التي حدثت آنذاك، ويضم الحي مساحات خضراء غاية في الجمال ومباني هندسية صُمّمت بطريقة أكثر من رائعة وما زال يتمتَّع بالرونق الجمالي إلى حد يومنا هذا.
ماذا يحدث في حي الشيخ جراح
بدأت قصة الحي الفلسطيني الشيخ جراح تشغل العالم والرأي العام الفلسطيني والعربي والعالمي خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما أصدرت المحكمة الصهيونية قراراً بتهجير عائلات الحي خلال الفترة الحالية، مما دعا الشباب الفلسطيني بالخروج من جميع مُحافظات القدس والضفة الغربية والتوجُّه إلى حي الشيخ جراح من أجل الدفاع عن الهوية والحق الفلسطيني بالحي، مما أشعل فتيل المواجهة من جديد وتطوَّرت الأحداث اليوم في القدس بسبب اقتحام الجيش الصهيوني باحات المسجد الأقصى، وبدأ الرد من جميع أنحاء فلسطين، مسيراتٌ وتظاهراتٌ حاشدة في القدس والضفة والداخل المُحتَل تُطالِب بوقف عملية التهجير وتدنيس الأقصى، بالإضافة إلى ردود فعل المقاومة التي دخلت في مواجهة مُباشِرة من قطاع غزَّة مع الاحتلال الصهيوني خلال الساعات الأخيرة.
انقذوا حي الشيخ جراح
دشَّن مُغردو مواقع التواصل الاجتماعي وسم “انقذوا حي الشيخ جراح” خلال الأيام القليلة الماضية على جميع مواقع التواصل الاجتماعي، في فيس بوك، انستقرام، تويتر، وغيرها من المواقع، وشارك في نشر الهاشتاغ الملايين من الفلسطينيين والعرب من مُختلَف أنحاء العالم، بالإضافة إلى بعض المشاهير العرب والعالميين، وأصبحت قضية حي الشيخ جراح تشغل العالم بأسره من أجل الوصول إلى الحقيقة، وقد أتى الضغط الفلسطيني ثماره خلال الساعات الأخيرة وبدأت قوات الاحتلال الصهيوني بالانسحاب من المسجد الأقصى؛ لكن المواجهات ما زالت مُستمِرة في جميع أنحاء فلسطين.
مما لا شك فيه أن قصة الحي الفلسطيني الشيخ جراح أصبحت قضية دولية وتشغل العالم بأسره، وعلى كُل إنسان حُر وشريف أن يُسانِد رجال القدس وفلسطين الذين يخوضون غمار المواجهة في الوقت الحالي بصدورٍ عارية أمام ترسانة مُسلحَّة قوية جداً، وذلك يُثبِت بأن صاحب الحق أقوى حتى لو لم يكُن يمتلك القوة المادية على أرض الواقع.