لماذا ندرس التفكير الناقد، تسعى المؤسسات التعليمية على تربية المتعلم على التفكير الناقد والانفتاح العقلي لتحريره من التبعية والأفكار الموروثة، وتمكنه من استخدام العقل والمنطق في الكشف عن الحقائق، حيث يمتد التفكير الناقد في طرح التساؤلات ونقد الأشياء والظواهر والتفكير بأسباب القضايا التي تسبب الأزمات، حيث يشجع المعلمون الأطفال على توظيف العقل والتحلي بحسن الإصغاء للآخرين، واحترام الرأي الآخر والمختلف، وذلك من منطلق أن الحوارات السليمة والتفكير المنطقي هم سبيل النجاح، وفي هذا المقال سنبين لماذا ندرس التفكير الناقد.
مصطلح التفكير الناقد
النقد لغاً يعني: اختبار الشيء ليتم تمييز الرديء من الجيد، وبالتالي فإن تربية المتعلم على التفكير الناقد تكون بامتلاكه مهارة التمييز بين الخطأ والصواب، وبين الزائف والصحيح، ليتمكنوا من إتقان العمل والإبداع فبه، وأشار الأدب التربوي إلى عدة تعاريف للتفكير الناقد اصطلاحاً ومنها:
- أنه يعني فحص وتقييم الحلول المطروحة
- أو هو تفكير تأملي معقول يركز على اتخاذ القرار الذي يفكر فيه أو يتم أداءه
- هو عملية استخدام قواعد الاستدلال المنطقي وتجنب الأخطاء الشائعة في الحكم
- أو هو التفكير الذي يعتمد عل التحليل والفرز والاختيار والاختبار للمعلومات التي يمتلكها الفرد للتمييز بين الأفكار الخطأ والأفكار السليمة.
لماذا ندرس التفكير الناقد
نظراً للأهمية الواضحة لممارسة التفكير الناقد في ميدان التربية، نادى كثير من كبار التربويين لتعليم مهارات التفكير الناقد ودراسته، حيث اتخذت كثير من الدول المتطورة التفكير الناقد شعاراً تسعى به كأولوية ومطلب تسعى لتحقيقه، وأهميته الواضحة تتمثل في:
- التفكير الناقد يجعل عملية اكتساب المعرفة تتم بصورة نشطة لإتقان أفضل وفهم أعمق للمحتوى.
- يساعد المتعلم على مواجهة التحديات والمشكلات.
- ويساعد المتعلم أيضاَ على الحكم المنطقي والحيادي للمشكلات المختلفة .
- يكسب التفكير الناقد المتعلمين موضوعية ومرونة في حل المشكلات والاستقلالية في اتخاذ القرارات والانفتاح العقلي.
- يتيح التفكير الناقد للفرد فرصة للغوص في أعماق الموضوع للوصول إلى المعرفة باستخدام ما لديه من مهارات وخبرات بطريقة منطقية.
- تمكن المتعلم الاعتماد على ذاته في البحث، وأن يكون مورداً يستثمر في دعم المجتمع ورقيه وتقدمه المعرفي والاقتصادي.
مهارات التفكير الناقد
يتضمن التفكير الناقد عدد كبير من المهارات، والتي تمكن الفرد من استخدام العقل والمنطق في حل المشكلات والانفتاح العقلي، وتمكنه من ممارسة التفكير الناقد، ومن بين تلك المهارات ما يلي:
- التفسير: والي يشمل التصنيف وتوضيح المعاني والمصفوفات والملاحظات وفك الرموز
- التحليل: مثل فحص الآراء واكتشاف الحجج وتحليلها.
- الاستدلال: ويشمل مهارات، تفحص الدليل، الوصول إلى استنتاجات وتخمين البدائل.
- التقويم: ويشمل تقويم الحجج وتقويم الادعاءات.
- الشرح: ويشمل تقديم النتائج وعرض الحجج وتبرير الإجراءات.
- الانضباط الذاتي: والذي يعني التساؤل والتأكد من المصداقية وتنظيم النتائج والأفكار ويشمل: تنظيم الذات واختبار الذات.
معايير التفكير الناقد
يوجد عدة مواصفات ومعايير للتحقق من التفكير الناقد، والتي تعني المواصفات الي اتفق عليها الباحثون والتي يتم الحكم من خلالها على نوعية التفكير، وهي كما ذكرها قرعان 2016، و Elder& Paul 1996، والجراح والعتوم وبشارة 2013 كالآتي:
- الوضوح والصحة
- الدقة والربط
- العمق والاتساع
- المنطق
- والدلالة والأهمية
متطلبات دراسة التفكير الناقد
يمكن إدراج دراسة التفكير الناقد في المقررات الدراسية بشرط توفر بيئة داعمة له، والتي يجب أن يتشارك في توفيرها كل من المنهاج والمعلم والبنية التحتية، وباعتبار أن المعلم الركيزة الأولى لدعم تعليم التفكير الناقد وتنمية مهاراته، فيجي أن تكون مواصفات المعلم ما يلي:
- أن يمتلك مؤهل لتعليم التفكير تمنحه القدرة والكفاءة
- يملك رغبة ويقدر أهمية التفكير الناقد
- الإرادة لخلق بيئة تعاونية يسود فيها التعاون والتسامح والعمل بروح الفريق
- فن التعامل مع الطلبة
- يشجع الطلبة على تنمية الثقة بالنفس.
وصلنا إلى ختام هذا المقال، والي تحدثنا فيه عن التفكير الناقد، الذي بدأ الاهتمام به في السنوات الأخيرة، واتخاذ الدول منه شعاراً لها لتحقيقه كأولويه لها، نظراً لما له من أهمية واسعة بتربية جيل متفتح عقلياً ويسعى لحل المشكلات بعقلانية، وذكرنا أيضاً مهارات ومعايير التفكير الناقد التي اتفق الباحثين عليها في التحقق من التفكير الناقد.