هل الأخلاق مطلقة أم نسبية، تلك القضية إحدى القضايا الفلسفية التي يبحث عنها رجال الدين الفلسفة أيضًا على مر العصور، نظرًا لأهمية الأخلاق التي تعتبر هيئة راسخة للنفس، إذ أن الإنسان هو كائن اجتماعي ينبغي عليه الالتزام داخل المجتمع ببعض القيم والأخلاقيات والسلوكيات كونها تسهم في حفظ السلام والأمان والاستقرار للمجتمعات، والآن نُسلط الضوء على تلك القضية.
ما مفهوم الأخلاق
إن الخلق هو الطبيعة والسجيّة، ومن صفات المسلمين التحلي بمكارم الأخلاق، إذ تمنعهم من الوقوع في المعاصي، والنقد من الآخرين، وتجعل صاحبها بعيدًا عن الخطيئة أو الإجرام، كونها من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلّم، حيثُ قال الله تعالى:(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وتشير الأخلاق إلى المبادئ الثابتة في نفس الإنسان كي يستطيع الإنسان تمييز الأفعال الجيدة عن السيئة، فضلًا عن أنها القواعد التي تهذب نفس الإنسان.
هل الأخلاق مطلقة أم نسبية ؟
كما تسهم الأخلاق في رقي المجتمع وتحافظ على أمن واستقرار الأفراد، وقد اختلف بعض الفلاسفة ورجال الدين في اعتبار الأخلاق مطلقة أن نسبية، علمًا بأن الأخلاق تُمثّل معايير ثابتة لا تتغير، والشريعة الإسلامية المتمثلة في القرآن الكريم والسنة النبوية هو مصدر لتلك الأخلاق، والفعل الأخلاقي يشمل الأوامر التي أمر بها الله -سبحانه وتعالى-، وعظّم الإسلام حُسن الخُلق، لأنّه لا يقتصر على كونه خُلق لكنّه عبادة يؤجر العبد عليها، كما أنه إحدى الأُسس التي تُميّز الناس يوم القيامة، وقد حرّم الله الفعل غير الأخلاقي، ويمكننا القول أن الأخلاق مطلقة وثابتة.
تعريف الأخلاق المطلقة
وإنّ مبحث الأخلاق إحدى المباحث الدينية الإسلامية والفلسفية المُهمة، كون الأخلاق تتحكم في توجيه العقل الإنساني، واختيار السلوك الصحيح، إذ أنّ النظرية المطلقة تشير إلى اعتماد الأخلاق على المبادئ العامة علمًا بأنّ الله هو المصدر الأعلى للأخلاق العامة، إذ أنها لا تتغير إطلاقاً، والأخلاق لا تستند إلى أي مبدأ مطلق، لكنّ الحقائق الأخلاقية تعتمد على متغيرات مثل المشاعر، والمواقف، أو الثقافة.
الأخلاق هي الموجهة للسلوك وتحديد الأفعال الأخلاقية أو غير الأخلاقية بالاستناد إلى العقل والدين، إذ أنها ثابتة حيثُ أرسل الله دينه كي يكون صالحًا لكل زمان ومكان، لذلك تعتبر الأخلاق مطلقة وثابتة أيضًا.