ودع هريرة إن الركب مرتحل شرح من القائل، هو الشاعر الأعشى وتعد من القصائد الجميلة التي نظمت على أبياتها على البحر البسيط، وكان فيها يوصف المرأة وصف كامل لجمالها وبهائها، وتعد قصيدة ودع هريرة من المعلقات العشرة عند العرب قديماً، ويعبر بالقصيدة العشي عن الحب الفاشل والذي يمكن أن يقع فيه أي إنسان، وأيضاً كشف الأعشى الجانب الآخر من حياة الناس، هو الجانب العاطفي والانفعالات والحب والصدود، وكانت أبيات القصيدة مضرب مثل لصدقها واقعيتها، ولأنها تركيز الحكمة والصورة معاً.
الشاعر الأعشى ويكيبيديا
الشاعر الأعشى هو من كبار الشعراء في العصر الجاهلي، حيث له دور بارز بين الوفود والملوك والأمراء في إلقاء الشعر، وهو من أصحاب المعلقات المشهورة، ميمون بن قيس بن جندل، وهو من بني قيس بن ثعلبة الوائلي، ويقال عنه البعض بأنه أعشى بكر بن وائل، ونالت قصائده وأشعاره على الألفاظ الفارسية، والأشخاص الذي جاء الإسلام في زمنهم، ولكنه لم يسلم، ولقب بالأعشى لأنه ضعيف النظر.
قصة قصيدة ودع هريرة إن الركب مرتحل
يروي الشاعر الأعشى قصيدته، بأنه كان في طريقة بالسفر إلى قيس بن معد يكرب في اليمن، وكانت قد أظلمت عليه الليل ونزل المطر الغزيز فبحث عن مكاناً ليحتمي فيه حتى الصباح فوجد بيت من الشعر، فاتجه نحوه واستأذن فليقي شيخاً كبيراً لحيته بيضاء كبيرة، وقال له أنا الأعشى كنت في طريقي الى قيس بن معد يكرب، وأظلم عليا الليل، فسأله الشيخ هل أنت مدحته بقصيدة، و هل تريد أن تقوله لي، فقال الشاعر:
رَحَلَت سُمَيَّةُ غُدوَةً أَجمالَها
غَضبى عَلَيكَ فَما تَقولُ بَدا لَها
هَذا النَهارُ بَدا لَها مِن هَمِّها
ما بالُها بِاللَيلِ زالَ زَوالُها
سَفَهاً وَما تَدري سُمَيَّةُ
وَيحَها أَن رُبَّ غانِيَةٍ صَرَمتُ وِصالَها
وعندما انتهى من القصيدة طلب الشيخ من الأعشى أن ينشده قصيدة أخرى فقال:
وَدِّع هُرَيرَةَ إِنَّ الرَكبَ مُرتَحِلُ
وَهَل تُطيقُ وَداعاً أَيُّها الرَجُلُ
غَرّاءُ فَرعاءُ مَصقولٌ عَوارِضُها
تَمشي الهُوَينا كَما يَمشي الوَجي الوَحِلُ
كَأَنَّ مِشيَتَها مِن بَيتِ جارَتِها
فرد عليه الشيخ من سمية، هريرة، فقال له الشاعر مجرد أسماء خطرت على بالي، فأخرج الشيخ ابنتاه هريرة وسمية وسيطر على الأعشى الخوف بسبب شكلها وطولها الذي لا يتعدى الخمس أشبار، فرد عليه من أنت، فقال الشيخ أنا هاجسك من الجن ألقيت الكلمات والأسماء على لسان.
أهم خصائص المعلقات
تعددت خصائص المعلقات ولها جوانب كثيرة منها معنوية ولفظية، حيث من أشهر المعلقات هي المعلقات التي كتبت بالعصر الجاهلي عند العرب في منبع اللغة والطلاقة في الكلمات، والمعلقات قصائد شعرية طويلة، ولها الكثير من المسميات منها المذهبات، الطوال السبعة، القصائد العشرة، وأشهر عشر معلقات كانت بالعصر الجاهلي عند العرب، ومن خصائصها:
- البحث الطويل والشاق.
- إيصال المعلومة للقارئ بكل بسهولة وطريقة فعالة.
- كتبت بماء الذهب على أستار الكعبة.
تعتبر قصيدة ودع هريرة إن الركب مرتحل من أشهر القصائد عند العرب في العصر الجاهلي، الشاعر الأعشى والذي يعد من أهم الشعراء الذي يجلسون مع الملوك والأمراء والوفود، تعد قصيدته من المعلقات العشرة المشهورة، ولقب بالأعشى لضعف نظره.