أبحاث

السومريون أول الشعوب التي سكنت

السومريون أول الشعوب التي سكنت، الكثير منا ينتابه التفكير والبحث عن الحضارات السابقة التي سكنت اغلب البلدان العربية، او ان هذه الاسئلة قد تواجه الكثير من طلابنا الاعزاء، ففي مقالنا هذا سوف نقوم بالإجابة عن السؤال السابق وسنتحدث عن الحضارة السومرية  التي كثر الحديث عن الاشكالية السومرية حيث ان الباحثون اختلفوا في آرائهم حول اصول هذا الشعب المتميز بإنجازاته، والذي في بداية ظهورها اتخذت بلاد العراق مسكنا لها.

اصل السومريون الحقيقي

لم يقف علماء التاريخ على علم كثير في أصل السومريين، فقد قاموا بافتراض النظريات التي حاولت جاهدة إيجاد أصل للسومريين، فقد قال بعضهم إن السومريين هاجروا من شمال العراق إلى الجنوب بمعنى أنهم يرجعون إلى أصل جبلي في جبال العراق الشمالية، لكنَ السومريين أنفسهم ذكروا أنهم يرجعون إلى بلاد جبلية التي يمكن الوصول إليها من خلال البحر، حيث انه شمال العراق بلاد جبلية ولكنْ ليس لها أي ممر بحري، وما يثبت أصل السومريين أنّهم سكنوا جنوب العراق عند مصب نهر دجلة والفرات في حوالي عام 3200 قبل الميلاد، ففي تلك المنطقة الخصبة قاموا بتأسيس مُدنهم وحضارتهم، حيث انه من أشهر مدن السومريين: أور، أوروك، أوما، وآخرون يرون ان السومريين جاؤوا من الجزيرة العربية في الوقت الذي انحسر فيه العصر الجليدي وتصحرت الجزيرة العربية وجفَت مستنقعات بلاد الرافدين فتحوَّلت البلاد إلى مناطق صالحة للسكن والزراعة.

حيث  أُطلق اسم سومر هذا على الأراضي التي سميت ما بعد القرن الثاني قبل الميلاد ببلاد بابل، وتم تسميت هذه المنطقة عند الإغريق باسم (ميزوبوتاميا) وتعني بلاد ما بين النهرين أي نهري (دجلة والفرات) وهي المنطقة الواقعة في جمهورية العراق اليوم، وعلى الرغم أن نهري دجلة والفرات ينبعان من دولة تركيا ويدخلان ايضا الأراضي السورية والقصد في بلاد ما بين النهرين هي العراق وفي هذه المنطقة ظهر تاريخ السومريين وحضارتهم، وكان ظهورهم في النصف الثاني من الألفية الرابعة ما قبل الميلاد.

حين قامت الآلهة بالعطايا الضرورية لقيام مجتمع زراعي، فعلوا ذلك قاموا بتأسيس مدينة (إريدو) في سومر، وفق ثبت الملوك السومري. و حين يعتقد أن المدينة السومرية (أوروك) هي أقدم مدن العالم، فإن قدماء بلاد الرافدين أسبغوا هذه الصفة على إريدو، وفيها أُسس النظام وأشرقت شمس الحضارة.

تاريخ الحضارة السومرية

في حديثنا عن تاريخ الحضارة السومرية، حيث ان انتقلت حياة السومر من الزراعة والقرى الزراعية الى حياة المدن في بداية القرن الخامس قبل الميلاد ، وقاموا ببناء أولى مدنهم في دلتا الرافدين ومن هذه المدن (أريدوا وأور)، وبعد ذلك أقاموا شبكات من قنوات الري والسدود ويعدون هم أصحاب أقدم حضارة في التاريخ، وبالنسبة الى طبقات المجتمع في سومر كغيره من المجتمعات قسمت إلى طبقات عدة، وعبارة عن الطبقة المحكومة التي تتألف من عامة الشعب من عمال وفلاحين وصغار التجار، اما الطبقة الثانية فهي تضم طبقة الرقيق، والطبقة الثالثة تضمّ كبار الموظفين وقادة الجيش وكبار الكهنة والمُلاك، وكان على رأس تلك الطبقات طبقة الفئة الحاكمة أو الأسرة المالكة وفئة النبلاء ومالكي القطاعات الكبيرة.

ان نتيجة استقرار الحضارة السومرية من ناحية العادات والتقاليد والأعراف تطورت الحياة اليومية والعلاقات بين الأفراد حيث أصبحت قوانين أقرتها السلطة الحاكمة، وأتقن السومريون بعد ذلك الكتابة فاستطاعوا أن يدونوا قوانينهم ويسجلوا الممتلكات والأحكام القضائية بواسطة الألواح الطينية، حيث كانت كتاباتهم المسمارية ذات فضل كبير على الحضارات العالمية.

استعمل المجتمع السومري في الحياة اليومية الأواني الخزفية والأثاث في البيوت، وقاموا ببناء البيوت والقصور والهياكل مثل هيكل ناتوا الموجود في مدينة أور، فأتقنوا صناعة الخزف والحلي والزراعة والفن والأدب، فهم أول من استعمل المعادن في التزيين وهم أول من استخدم الذهب والفضة وأول من استخدم الكتابة، وأول من استخدم صباغ الشعر، وكان المجتمع السومري بذلك مجتمعًا متكاملًا ومختلفًا يتميز بتطوره وإتقانه وتعدد موارده في نواحي الحياة جميعها.

ولا بد من حديثنا عن الاقتصاد السومري الذي اعتمد على ثلاث دعائم أساسية الا وهي الزراعة والتجارة والصناعة، والزراعة  كانت تعتمد على الأمطار والآلات البسيطة، ثم بعد ذلك تعلموا السومريون أساليب الري فقاموا بحفر القنوات التي كانت الأساس في تطوير الزراعة لديهم وبنوا السدود ومن أهم منتوجاتهم الزراعية الحبوب كالذرة والقمح والشعير والعدس والسمسم، والأشجار المثمرة مثل: الزيتون والكروم والرمان والتين والكمثرى والتفاح وأشجار النخيل، واستعملوا المحراث الذي تجره الثيران، حيث انهم كانوا  يدرسون الحبوب بعربات خشبية كبيرة لفصل الحب عن القش، ومن خلال بتوسع مساحات الأراضي الزراعية زاد الإنتاج الزراعي وأصبح يفوق الاستهلاك فبدأت المقايضة وكان ذلك بداية التجارة.

فقد كان لموقع بلاد الرافدين الجغرافي الاستراتيجي أثره في تطوير التجارة الخارجية، ولأهمية التجارة قاموا السومريون باختراع الوسائل التي ساهمت في ازدهار تجارتهم كالسفن والعربات وقاموا باستخدام المكاييل والموازين، كما انهم استعملوا المعادن والحبوب بديل عن النقود في تقدير ثمن السلع والأجور، فنظموا بذلك المعاملات التجارية الداخلية والخارجية، لكن من الناحية الصناعية حيث انهم اتقنوا صناعة الأدوات الحجرية ومنها: الفؤوس والسكاكين والآلات الزراعية والأواني الفخارية وكما أتقنوا صناعة الغزل والحياكة وصناعة السلاسل، كما برعوا في النحت وصناعة التماثيل والمسلّات والألواح الحجرية والنصب.

السومريون أول الشعوب التي سكنت؟ العراق.

ختاما لمقالنا قمنا بالتعرف على الحضارة السومرية التي كان لها آثار وتقدمات كثيرة والتي تعتبر من اهم الحضارات القديمة وكل ما يتعلق بها.

السابق
كم عمر الشيخ ناصر بن عبدالله الهليل
التالي
كم الحد الأقصى للدية في السعودية

اترك تعليقاً