ما حكم الاستمطار الصناعي ؟، الاستمطار الصناعي هي ظاهرة علمية حديثة انتشرت بصورة كبيرة خلال السنوات الماضية، وهي عملية تهدف إلى استمطار السحاب هي التسبب البشري بإنزال المطر باتباع طرق علمية من خلال الاستفادة على السحب المتكونة في الهواء، وقد شغل حكم هذه الظاهرة اهتمام الكثير حتى باتت أكثر الأحكام الشرعية الحديثة التي يبحث عنها المسلمون، ومن هذا المنطلق سوف نتعرف ما حكم الاستمطار الصناعي ؟.
ما هي تقنية الاستمطار الصناعي
تأتي كلمة الاستمطار من استمطر والمطر هو الماء المسكب من السماء، وهو ماء السحاب والجمع أمطار، حيث يقال مطرتهم السماء تمطرهم مطراً وأمطرتهم، أصابتهم بالمطر، والاستمطار هو استفعال من السقيا، أما اصطلاحًا فيمكن تعريفه بأنه عملية من خلالها يتم استمطار الماء من السماء وإنزال المطر، وذلك باتباع مجموعة طرق علمية تجري على السحب المتكونة في الجو وتسمى بتطعيم السحب، من خلال زيادة كمية المياه بمنطقة معينة.
ما حكم الاستمطار الصناعي
لقد فسرت الشريعة الإسلامية كافة الظواهر، إذ لم يترك الدين الإسلامي شاردة أو واردة إلا وفسرها وبحث في أمرها، فمصادرها هي القرآن الكريم والسنة النبوية المباركة، وبما يتعلق بحكم الاستمطار الصناعي فقد انقسم العلماء في تفسيرها، حيث رأى فريق أنه لا مانع من ذلك في سبيل تلبية حاجة الإنسان، ورأى فريق أنه لا يوجد دليل يوضح أن الاستمطار حلال ولا حرام، لكن البيئة تقول أنه حرام، وقد استند كل منهم على الأمور التالية:
- الفريق الأول: يأتي في هذا الفريق مجموعة من العلماء، حيث قالوا أنه لا مانع من الاستمطار بطرق علمية بحته، في سبيل تعمير الأرض وخدمة الإنسان، واستندوا في ذلك على أن السحاب من مكونات الكون الذي سخرها الله تعالى للإنسان.
- الفريق الثاني: إن العلماء الذي جاءوا في الفريق الثاني لم يحرموا بشكل قاطع الاستمطار إلا أنهم نفوا معرفتهم بحكم هذا الأمر، من خلال الاستناد على أن لا يوجد ما يحرم ذلك في القرآن والسنة ولا يوجد ما يسمح به، ورفضوا ذلك بتركيزهم على أن الله وحده هو من ينزل المطر فانتهى الأمر حتى وإن تدخل الإنسان فلا يسير الأمر إلا وفقاً لإرادة الله، وبما أعطاه الله للإنسان من علم.
- الفريق الثالث: فئة أخرى من العلماء يشكلون أقلية قاموا بتحريم الاستمطار بشكل قطعي، وقالوا أنه حرام شرعاً ولا يجوز للمسلم فعل هذه الأمور فخلق الله كل شيء بقدر وسخر للإنسان الحياة ولكن بشكل محدود، واختص الله تعالى في القرآن الكريم نفسه بنزول المطر.
اقوال العلماء عن البذر الصناعي
جاء في البذر أو الاستمطار الصناعي أقوال عديدة من مجموعة من العلماء، الذين أوضحوا آراءهم بالاستناد على العلم والإلمام بأحكام الشريعة الإسلامية من قبلها، وتأتي أقوالهم على النحو التالي:
- قال الشيخ عطية صقر “إن العمليات التي يحاول بها البعض جعل السحب مطرًا لها نظائرها في نطاق ضيق، في عمليات فصل الملح عن الماء حتى يصبح طازجًا، وعملهم ليس تدخلاً في خلق الله، بل هو ترتيب واستخدام لمواد خلقها الله، ولا يستطيع أحد أن يولد حرارة أو برودة أو ماء بوسائل أو مواد أخرى غير تلك التي خلقها الله في الكون “.
- قال الشيخ عبد السليمان بن عبد الله الماجد لا ندري شرعاً ما يمنع المطر الصناعي، لكن الغرض مما يفعله الناس هو إثبات بعض العوامل المؤثرة على المطر، وأما العملية برمتها التي يسقط بها المطر. يا رب هذا شيء لا يقدر عليه الإنسان، حيث إن شاء الله عدة عوامل تؤثر على المطر منها الشمس، والتبخر، ودرجة الحرارة والجو، والرطوبة، والضغط الجوي، والملقحات السحابية، ويقوم الإنسان بعملية واحدة فقط.
سلبيات الاستمطار الصناعي
لعملية الاستمطار الكثير من السلبيات، وهي عملية علمية يكثر انتشارها بالقرب من المناطق الساحلية، وبعد معرفة حكم الاستمطار الصناعي، فإن سلبيات هذه العملية تتضح بالنحو التالي:
- تؤثر في حرمان المناطق البعيدة عن المحيطات من مياه الأمطار.
- قد تسهم في اختلاق أزمات سياسية حساسة بين الدول.
- من الممكن أن تؤدي عملية الاستمطار إلى امتصاص الماء في التربة، الأمر الذي يؤدي إلى تقليل تركيز بخار الماء في الغلاف الجوي فوق الأرض.
- يسعى الاستمطار إلى تطهير الأجواء وتغيير الطقس، ويعمل على زيادة عملية البناء الضوئي، وكذلك زيادة وصول أشعة الشمس إلى الأرض.
- قد تتسبب بانخفاض في مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون، وهذا بسبب زيادة عملية البناء الضوئي واعتمادها بشكل أكبر على الطاقة الشمسية.
لا يمكن تحديد حكم الاستمطار الصناعي النهائي حيث لم يتحدث عنها القرآن الكريم ولم يرد ذكرها في السنة النبوية الشريفة باعتبارها ظاهرة حديثة، إلا أن عدد من العلماء أباحها، بينما قال بعضهم أنها مكروهة لأنها لم تحلل في القرآن ولم تحرم، إلا أن أقلية من العلماء ذهبوا إلى تحريمها بشكل مطلق.