قصيدة العصماء لعلي بن ابي طالب، هي قصيدة من أعظم القصائد في الدنيا واعذبها وانقاها التي قيلت بحق الدنيا ومطالبها، وفروع تلك الكلمات وعمق الأبيات تجعلك فعلا تترك كل متاع الدنيا وغرورها، وكل شيء يلهيك عن عمل الخير، لا تلتفت إلى دار المقر الاخرة وتعمل لأجلها، فقد قيلت هذه القصيدة لشخص قام بشراء منزل وأراد أن يكتب له على بن ابي طالب العقد، فكتب له عقدا ابكاه عندما قام بقراءته.
نبذة عن على بن أبي طالب رضي الله عنه
على بن أبي طالب الهاشمي القرشي كرم الله وجه أبى الحسن هو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من المقربين لقلب النبي ويحبه حبا شديدا، وصهره من آل البيت، اول من اسلم من الصبيان، رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ولد في بطن الكعبة وأمه فاطمة بنت أسد الهاشمية، متزوج من ابنة الرسول فاطمة وابنيه الحسن والحسين والعباس وفاطمة، وتم اغتياله في مسجد في الكوفة بالعراق.

مناسبة قصيدة العصماء لعلي بن ابي طالب
مناسبة القصيدة ان رجل من الصحابة اشترى منزلا جديدا فذهب الى سيدنا على لكي يكتب له عقد الدار بيده وعندما نظر الى عيناه رأى أن الدنيا قد تملكت منه وحبها قد سيطر عليه، فخط كلمات بمداد الذهب كعقد للمنزل، واراد ان يذكره بالاخرة وقال اشترى ميت من ميت في بلد المذنبين له اربع حدود، الأول ينتهي بالموت، والثاني الى القبر، والثالث ليوم الحساب، والرابع إما الى الجنة او النار فبكى الرجل وفهم الرسالة ومضمونها وقام بالتصدق بالمنزل للفقراء والمحتاجين.
كلمات قصيدة العصماء لعلي بن أبي طالب
تعتبر هذه القصيدة من القصائد المشهورة، ومن أجمل وأعذب القصائد، التي قيل عن الدنيا، فهي القصيدة التي زلزلت القلوب والمشاعر، حيث قالها علي بن ابي طالب، وفيما يلي سنعرض لكم كلمات هذه القصيدة العصماء كالتالي:
- النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت
- أنَّ السعادة فيها ترك ما فيــها
- لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها
- إلا التي كانَ قبـل الموتِ بانيـها
- فإن بناها بخير طاب مسكنُه
- وإن بناها بشر خـــــــاب بانيـــها
- أموالنا لذوي الميراث نجمعُها
- ودورنا لخراب الدهـــر نبنـيــها
- أين الملوك التي كانت مسلطنةً
- حتى سقاها بكأس الموت ساقيــها
- فكم مدائنٍ في الآفاق قد بنيت
- أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليـــها
- لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها
- فالموت لا شـــك يُفنينا ويُفنيــها
- لكل نفس وان كانت على وجلٍ
- من المَنِيَّةِ آمــــــالٌ تقويـــــــها
- المرء يبسطها والدهر يقبضُها
- والنفس تنشرها والموت يطويـــــها
- إنما المكارم أخلاقٌ مطهرةٌ
- الدين أولها والعقـــــــل ثانيـــها
- والعلم ثالثها والحلم رابعها
- والجود خامسها والفضل سادسها
- والبر سابعها والشكر ثامنها
- والصبر تاسعها واللين باقيـــــها
- والنفس تعلم أنى لا أصادقها
- ولست ارشدُ إلا حين اعصيــــها
- واعمل لدارٍ رضوانُ خازنها
- والجار احمد والرحمن ناشيــها
- قصورها ذهب والمسك طينتها
- والزعفران حشيشٌ نابتٌ فيــها
- أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسل
- والخمر يجري رحيقاً في مجاريــها
- والطير تجري على الأغصان عاكفةً
- تسبحُ الله جهراً في مغانيـــــــها
- من يشتري الدار في الفردوس يعمرها
- بركعةٍ في ظلام الليل يحييه

تعتبر القصيدة العصماء من القصائد التي تنسب إلى الخليفة على بن أبي طالب رضي الله عنه، فهي تعتبر من القصائد الجميلة والمشهورة، والتي تبين أن على الإنسان أن يترك كل متاع الدنيا ويعمل الآخرة ليفوز بالجنة، لأن هذه الدنيا فانية.