كيف يكون التواضع بالقول والفعل مفيدا للحوار في رأيك؟، نهانا الإسلام عن التكبر و الغرور والتعالي على الآخرين لأن في ذلك تقليل لشؤونهم وانه الأمر الذي يؤدي إلى نشر البغضاء و الكراهية ما بين أفراد المجتمع؛ و أيضا يخالف تعاليم ديننا الإسلامي الذي يحرث على نشر المحبة و الألفة بين الناس، فقد حث الإسلام على التحلي بالتواضع مع الصغير قبل الكبير و ذلك لاني قيمة الإنسان عند الله كبيرة و يجب احترامها و تقديرها بكافة الأوقات و الأزمان؛ كما كان قدوتنا الرسول صلى الله عليه وسلم متواضعا مع أصحابه وقومه وحميع من حوله.
كيف يكون التواضع بالقول والفعل مفيدا للحوار في رأيك؟
الاجابة الصحيحة هي/ يكون بالاحترام المتبادل بين طرفي الحوار و الابتعاد عن الكبرياء و الغرور ، و احترام رأي الآخرين ، فالهدف الأول من الحوار هو معرفة الحق و الوصول للرأي الصائب.
مفهوم التواضع
يعرف التواضع على أنه الاستسلام للحق، وترك الاعتراض على الحكم، كما قال أحد الصالحين عن التواضع أنه خفض الجناح للخلق، ومعاملتهم معاملة لينة وطيبة، كما قال الرازي: إنَّه ترك التمييز في الخدمة، أما الفضيل فقال عن التواضع إنه الخضوع للحق والانقياد له، وقبوله حتى لو تم استماعه من صبي، أو من أجهل الناس، وبالتالي فإنَّ التواضع هو تهذيب للطباع الإنسانية، والنزعات الفطرية، والحد من كبر النفس، والغرور؛ على الأشخاص سواء كان كبيراً أو صغيراً.
حديث شريف عن التواضع
ورد في السنة النبوية الشريف عدد من الأحاديث التي تحث على مكارم الأخلاق، مثلا كالصدق والخلاص والأمانة والتواضع وعدم التبر والغرور، كما كان أعظم مثال يُمكن أن يضرب على التواضع هو تواضع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ فقد وصل لأعلى مرتبة وهي مرتبة النبوة ومع ذلك كان قريبًا من الفقراء والمساكين والمحتاجين وقد تأسى به أصحابه- رضوان الله عليهم، ومن الأحاديث النبوية عن التواضع هي:
- حديث عن التواضع وفضله عند الله: عَنْ أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- أَن رسول اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- قال: “ما نَقَصَتْ صَدقَةٌ من مالٍ، وما زاد اللَّه عَبداً بِعَفوٍ إِلاَّ عِزّاً، ومَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ”
- حديث عن التواضع وعدم الفخر على الناس: عن عياض بن حمار -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إنَّ اللهَ أوحى إليَّ أن تواضَعوا حتى لا يبغيَ أحدٌ على أحدٍ، ولا يفخرَ أحدٌ على أحدٍ.
- حديث عن التواضع مع الصغير: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: “أنَّهُ مَرَّ علَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عليهم وقالَ: كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَفْعَلُهُ
- حديث عن تواضع الرسول- صلى الله عليه وسلم- مع الناس: عن أبي رِفَاعَةَ تَميم بن أُسَيدٍ -رضي اللَّه عنه- قال: “انْتَهَيْتُ إِلى رسول اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- وهو يَخْطُبُ. فقلتُ: يا رسولَ اللَّه، رجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عن دِينِهِ لا يَدري مَا دِينُهُ؟ فَأَقْبَلَ عَليَّ رسولُ اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- وتَركَ خُطْبتهُ حتى انتَهَى إِليَّ، فَأُتى بِكُرسِيٍّ، فَقَعَدَ عَلَيهِ، وجَعَلَ يُعَلِّمُني مِمَّا عَلَّمَه اللَّه، ثم أَتَى خُطْبَتَهُ، فأَتمَّ آخِرَهَا.
فوائد التواضع هي
يتميز خلق التواضع بفوائده الجمة، فمن هذه الفوائد التي يتحلى بها هي كالآتي:
- نيل رضا الله سبحانه وتعالى.
- الاقتداء بالنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم.
- التحلي بأعظم صفة من صفات حُسْن الخُلُق
- محاربة الشيطان الذي يسعى إلى الإفساد.
- تحقيق العشرة بالمعروف.
- التعليم العملي؛ وذلك من خلال القدوة الحسنة لهذه الصفة العظيمة.
- إدخال السرور والفرح على أهل البيت.
مظاهر التواضع هي
لكي يتحقق التواضع من خلال وجود علامات ومظاهر تدلُّ على ذلك، فمن هذه العلامات هي كالآتي:
- الاهتمام والعناية بالناس.
- الاستماع الى الآخرين.
- الشفقة على المحتاجين والرأفة بهم.
- تبادل الزيارات وتناول الأطعمة مع الآخرين.
- عدم الترفع على الآخرين باللباس، أو المجلس.
- عدم رفع الصوت على أحد.
- زيارة المرضى وتطييب خاطر الناس.
ختاما لمقالنا فقد تعرفنا فيه على اجابة سؤال كيف يكون التواضع بالقول والفعل مفيدا للحوار في رأيك؟؛ ومن خلاله تعرفنا على مفهوم التواضع؛ وحديث شريف يحث عليه، وفوائده و مظاهره.