بالرجوع الى مصادر التعلم المختلفة اكتب ترجمة موجزة عن أحد الأعلام المذكورين في احدى المدرستين، وصلت إلينا تعاليم الاسلام من خلال العديد من الطرق أبرزها كان الشيوخ الذين نقلوا بالتواتر كل ما قاله الرسول عليه الصلاة و السلام، وهذا ما جعلهم ركيزة أساسية في تفسيراتنا و محاولات فهمنا المتتابعة و العميقة للقران الكريم و السنة النبوية، وفي هذا الباب نتناول أحد أهم الأعلام الذين تم ذكرهم في المدرسة وهو الامام شيخ الاسلام فقيه المدينة ابو محمد المخزومي اجل التابعين.
من هو عالم أهل المدينة
ولد أبو محمد سعيد بن المسيب المخزومي سنة 15 هـ في المدينة زمن خلافة عمر بن الخطاب، أسلم أبوه المسيب وجده حزن، وكان أبوه المسيب ممن حضر بيعة الشجرة، أما جده فكان ممن قُتل في معركة اليمامة، نشأ سعيد في المدينة المنورة، واجتهد في طلب العلم من علمائها، وكان يسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد، ولزم أبو هريرة وسمع منه، وتزوج من ابنته، فأصبح سعيد أعلم الناس بحديث أبي هريرة،وكانت معظم رواية سعيد للحديث عن أبي هريرة، كما لزم عمر بن الخطاب في صباه، حتى سُمّي «راوية عُمر» لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه وأقضيته، فعلا قدر سعيد بين أهل العلم، وأصبح وجهة لطُلاّب العلم يستقون من علمه، فذكره مكحول قائلاً: «طفت الأرض كلها في طلب العلم، فما لقيت أعلم من ابن المسيب»، ووصفه بعالم العلماء.ورغم علمه بالحديث النبوي، إلا أن سعيد بن المسيب كان يعزف عنتفسير القران كما كان يحب أن يسمع الشعر، وكان لا ينشده.
شيوخ الامام سعيد بن مسيب وتلاميذه
اجتهد الامام في طلب العلم وجمع الأحاديث وهذا ما جعله من أفضل من جمع الحديث، فقد كان يسير لأيام طويلة من أجل حديث واحد.
- شيوخه: سمع من زيد بن ثابت وسعد بن ابي وقاص و عبد الله بن عباس وابن عمر، وسمع من زوجات النبي محمد عليه الصلاة و السلام عائشة وأم سلمة، كما سمع من عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وصهيب الرومي ومحمدبن مسلمة.
- تلاميذه: ابنه محمد وسالم بن عبد الله بن عمر والزهري وقتادة وشريك بن ابي نمر وابو الزناد ويحيى بن سعيد الانصاري وسعد بن ابراهيم وطارق بن عبد الرحمن.
أقوال العلماء في عالم أهل المدينة
حظى الامام سعيد بالكثير من الثناء على عمله الدؤوب و طلبه المجتهد للعلم وكان من أهم هذه الأقوال.
- قال العجلي: كان لا يقبل جوائز السلطان وله اربع مائة دينار يتجر فيها بالزيت.
- قال علي بن المديني: لا اعلم في التابعين اوسع علما من سعيد وهو عندي اجل التابعين.
- قال مالك: بلغني ان سعيد بن المسيب قال:اني كنت لاسير الايام والليالي في طلب الحديث الواحد.
- قال قتادة: ما رايت احدا اعلم من سعيد بن المسيب.
- قال ابن عمر: سعيد بن المسيب هو والله احد المفتين.
- قال احمد بن حنبل: مراسلات سعيد صحاح.
اختلفوا العلماء في وفاته على اقوال أقواها سنة أربع وتسعين، ولكن ما لم يستطع أحد الاختلاف عليه هو الموروث العلمي الذي تركه لنا و علمه لنا وهذا يجعله من أعظم الأئمة.